Sunday 29 January 2012

كتاب قرأته : ذاكرة الجسد

السلام عليكم و رحمة الله

توطئة عامّة
كم من كتاب قرأت و كاد يغيب كلّ أثر له من عقلي.. لسبب كهذا -و هو سبب شخصيّ بحت- قرّرت أن أكتب ما استقرّت عليه انطباعاتي اثر الفراغ من مطالعة عمل أدبيّ ما أسرفت فيه بعضا من عمري..
أردت أن أستهلّ هذه العادة الجديدة بكتاب رائع لستيفن هوكنغ و لكن ها أنا ذا أبدأ بمؤلَّف كاد أن يسبّب لي قرحة دماغيّة..
لأقطع الطريق على بعض الأحكام المسبقة أو المسبوقة بالاصرار و الترصّد -و ما أبْرَعنا في اطلاقها- أؤكّد بأنّي أعبّر عن رأي شخصي هو صواب في نظري و ربّما خطأ في عين غيري.. و لذلك الأمر أسباب منطقيّة -حسب رأيي- أوّلها أنّي لا أمتّ للأدب بصلة سوى صلة القراءة، فلا أكتب سوى لشخصي و لبعض أصدقائي و لا أنقد إلاّ إن طلب منّي صديق تقييم عمله.. و أهمّ هذه الأسباب غياب المعايير المجرّدة لتذوّق انتاج فنّي، و الأدب فنّ في المقام الأوّل -حسب رأيي كذلك، و كلّ ما يلي من جمل أقرّ بها عرَضا حُكما لا تُلزم أحدا سواي.

Thursday 5 January 2012

السيّدة البيضاء

أتت من بعيد يكسوها البياض.. لم تكن شابّة شقراء ذات عينين زرقاوين و حسن يخلب الأفئدة.. بل لم تكن شابّة أساسا.. كانت سيّدة في تبدو في العقد الخامس من عمرها و قد بدأت التّجاعيد تظهر حول فمها و عينيها.. لن نذهب إلى القول بأنّها كانت حسناء في سنوات شبابها لكن ملامحها كان تثير الرّاحة في النّفس و قد بدا أثر الطّيبة بوضوح على سحنتها.. إنّ الوجوه هي حقّا نوافذ القلوب.. من المستحيل أن يقع برهنة ذلك علميّا لكن أتصوّر أنّ من قضّى سنوات عمره في زجر الأخرين و التسلّط على من هو أقلّ شأنا منه فلا بدّ أنّ شيئا من القسوة سيغزو محيّاه كذلك هو الشّأن بالنّسبة لمن كان قلبه يفيض حنانا.. أتت مبتسمة و قد تجسّدت في تعابير وجهها مسحة من الأمومة.. حقّا لم تكن مغرمة جدّا بالملاءات السّودا ء.. و إنّي لأعجب أن يخيّل لكم أنّ سيّدة لها هذا الوجه الحنون بامكانها أن تحمل المناجل و الجماجم..