دلفت إلى المقهى أو ربّما
هو مطعم. إنّها لا تبالي فعلا طالما أنّها ستمضي ساعة مع صاحبتيها
تتجاذبن أطراف الحديث غثّه و سمينه و تتبادلن الدّعابات مضحكها و سمجها
مرّت من أمام مرآة عكست لها صورتها. توقّفت تقيّم نفسها فتهيّأ لها في تلك العشيّة الدافئة أنّها ستكون نجمة المقهى. لم تَرْتَبْ في ذلك و قد لبست آخر فستان اقتنته. سوف تبهر الدّاني قبل القاصي. سوف تملأ رائحة عطرها أنفاس كلّ من هبّ للمكان. خامرت هذه الفكرة ذهنها لم فتتمالك نفسها و ابتسمت في جذل
تقدّمت بخطوات ليّنة و هي رافعة حقيبة يدها إلى مستوى خصرها. كانت الأضواء المنبعثة من الجدران و الأسقف أقرب إلى الخفوت و كانت موسيقى الأمبينت تنبعث من العدم مالئة المقهى. لم تكن ممّن يستمعون لهذه الأنواع الهادئة فاختيارها وقع على الأنواع الموسيقيّة الحيويّة و لكنها ستتظاهر بحبّ ما وصل لمسامعها ليرى العالم أيّ فتاة ناعمة هي فتاتنا
و تختلط المحاداثات و الضحكات القصيرة مع أصوات مقارعة الكؤوس و الموسيقى في مزيج حميمي
ما أن توسّطت فتاتنا المقهى حتّى أدركت أنفها المكوّر الصّغير رائحة المكان العابقة بخليط كريه من العطور و السجائر فقررّت الجلوس في الفناء الخارجي و هي التي تكره رائحة التّبغ
و سوّلت لها نفسها أنّها محطّ أنظار جميع من في المقهى فالتفت إلى صاحبتيها في حركة مسرحيّة تناثرت لها خصلات شعرها على كتفيها
حدّقت من فوق نظّاراتها بعينين متّسعتين في تسائل "ما رأيكما لو نجلس في الفناء الخلفي للمقهى؟"
أجابتها إحداهما بلامبالاة "حسنا لك ذلك"
فأومأت الثّانية مبتسمة في استسلام
اتّجهت متقدّمة نحو المخرج. استنشقت هواء الباحة الخلفيّة في ارتياح. تفحّصت المكان من أعلى المدرج باحثة عن طاولة شاغرة فوقعت عيناها على مجموعة من الشّباب الجالسين على شمال المدخل و قد شدّتهم حضرة الفتيات فاستدار أحدهم بعسر و قد أوشك على فقدان توازنه. كان هناك ثلاثة منهم. لم تستقر عيناها على هذه الشرذمة من المغفّلين ممّن يحجّون فرادى و جماعات نهاية كلّ أسبوع إلى قاعات الشاي ليمتّعوا أبصارهم بسحر مثيلاتها من الحسناوات. و واصلت البحث على الجهة اليمنى حتّى عثرت على مجلس شاغر اتّجهن نحوه و ما كدن يتقدّمن حتّى تعثرّت رفيقة صديقتها. و لولا أنّها تشبّثت بعمود من الأعمدة صادف و أن شهد لحظة تعثّرها لدقّ عنقها على رخام المدرج. بلغت مسامع صاحبتنا ضحكات فشل في كتمانها الفتيان فاطلقت عبارة امتعاض و واصلت سيرها
اتخّذت الفتيات مجلسهنّ. ظهر قبالتهنّ نادل مهذّب حيّاهنّ بتحيّة أهل المقهى قدّم لهنّ قائمة الأطايب المتاحة للحرفاء و اختفى من أمامهنّ بحركة رشيقة
"حسنا ماذا ستشربان؟" سألت صديقة فتاتنا
"أنا سأتناول قهوة كالعادة" أجابتها و هي تشعل سيجارة
"متى ستكفّين عن العبث بصحّتك و تتركين القهوة و التّدخين؟! إنّك تتحوّلين شيئا فشيئا إلى حطام بشري ثمّ انت تعرّضيننا قسرا للتدخين السلبي! أ لا تعلمين أنّ المدخّن السلبي معرّض لأضعاف ما يتعرّض له المدخّن من أخطار على صحّته؟"
"بالله عليك لا تجلبي معك طبّك إلى المقهى. ليس عليّا بعسير أن أتبجّح بما درسته في المحاسبة و علوم الاقتصاد لكن لا أظنّ أنّ الحوار سيكون محبّبا لنفسك"
"ستفقدين نضارتك و أنوثتك و سيصير صوتك خشنا كمحرّك سياّرة عتيقة قبل أن تشعري بذلك! يومئذ لن ينفعك النّدم و لن يردّ لك المال ما فرّطت فيه"
نظرت صاحبتنا في عيني صديقتها أخذت نفسا عميقا من سيجارتها الوليدة فتناولت مطفأة كتمت أنفاس النّار فيها و لفظت ما في صدرها مستسلمة ثمّ استدركت
"حسنا لن أشرب القهوة"
ما ان وضعت الفتيات القوائم جانبا حتّى برز النّادل المهذّب من العدم
"ماذا تطلب الآنسات؟"
"شاي بحبّات البندق" أجابت المدخّنة
"عصير فراولا" قالت طالبة الطبّ
"و أنا علبة صودا" طلبت صديقتهما مبتسمة
مرّت من أمام مرآة عكست لها صورتها. توقّفت تقيّم نفسها فتهيّأ لها في تلك العشيّة الدافئة أنّها ستكون نجمة المقهى. لم تَرْتَبْ في ذلك و قد لبست آخر فستان اقتنته. سوف تبهر الدّاني قبل القاصي. سوف تملأ رائحة عطرها أنفاس كلّ من هبّ للمكان. خامرت هذه الفكرة ذهنها لم فتتمالك نفسها و ابتسمت في جذل
تقدّمت بخطوات ليّنة و هي رافعة حقيبة يدها إلى مستوى خصرها. كانت الأضواء المنبعثة من الجدران و الأسقف أقرب إلى الخفوت و كانت موسيقى الأمبينت تنبعث من العدم مالئة المقهى. لم تكن ممّن يستمعون لهذه الأنواع الهادئة فاختيارها وقع على الأنواع الموسيقيّة الحيويّة و لكنها ستتظاهر بحبّ ما وصل لمسامعها ليرى العالم أيّ فتاة ناعمة هي فتاتنا
و تختلط المحاداثات و الضحكات القصيرة مع أصوات مقارعة الكؤوس و الموسيقى في مزيج حميمي
ما أن توسّطت فتاتنا المقهى حتّى أدركت أنفها المكوّر الصّغير رائحة المكان العابقة بخليط كريه من العطور و السجائر فقررّت الجلوس في الفناء الخارجي و هي التي تكره رائحة التّبغ
و سوّلت لها نفسها أنّها محطّ أنظار جميع من في المقهى فالتفت إلى صاحبتيها في حركة مسرحيّة تناثرت لها خصلات شعرها على كتفيها
حدّقت من فوق نظّاراتها بعينين متّسعتين في تسائل "ما رأيكما لو نجلس في الفناء الخلفي للمقهى؟"
أجابتها إحداهما بلامبالاة "حسنا لك ذلك"
فأومأت الثّانية مبتسمة في استسلام
اتّجهت متقدّمة نحو المخرج. استنشقت هواء الباحة الخلفيّة في ارتياح. تفحّصت المكان من أعلى المدرج باحثة عن طاولة شاغرة فوقعت عيناها على مجموعة من الشّباب الجالسين على شمال المدخل و قد شدّتهم حضرة الفتيات فاستدار أحدهم بعسر و قد أوشك على فقدان توازنه. كان هناك ثلاثة منهم. لم تستقر عيناها على هذه الشرذمة من المغفّلين ممّن يحجّون فرادى و جماعات نهاية كلّ أسبوع إلى قاعات الشاي ليمتّعوا أبصارهم بسحر مثيلاتها من الحسناوات. و واصلت البحث على الجهة اليمنى حتّى عثرت على مجلس شاغر اتّجهن نحوه و ما كدن يتقدّمن حتّى تعثرّت رفيقة صديقتها. و لولا أنّها تشبّثت بعمود من الأعمدة صادف و أن شهد لحظة تعثّرها لدقّ عنقها على رخام المدرج. بلغت مسامع صاحبتنا ضحكات فشل في كتمانها الفتيان فاطلقت عبارة امتعاض و واصلت سيرها
اتخّذت الفتيات مجلسهنّ. ظهر قبالتهنّ نادل مهذّب حيّاهنّ بتحيّة أهل المقهى قدّم لهنّ قائمة الأطايب المتاحة للحرفاء و اختفى من أمامهنّ بحركة رشيقة
"حسنا ماذا ستشربان؟" سألت صديقة فتاتنا
"أنا سأتناول قهوة كالعادة" أجابتها و هي تشعل سيجارة
"متى ستكفّين عن العبث بصحّتك و تتركين القهوة و التّدخين؟! إنّك تتحوّلين شيئا فشيئا إلى حطام بشري ثمّ انت تعرّضيننا قسرا للتدخين السلبي! أ لا تعلمين أنّ المدخّن السلبي معرّض لأضعاف ما يتعرّض له المدخّن من أخطار على صحّته؟"
"بالله عليك لا تجلبي معك طبّك إلى المقهى. ليس عليّا بعسير أن أتبجّح بما درسته في المحاسبة و علوم الاقتصاد لكن لا أظنّ أنّ الحوار سيكون محبّبا لنفسك"
"ستفقدين نضارتك و أنوثتك و سيصير صوتك خشنا كمحرّك سياّرة عتيقة قبل أن تشعري بذلك! يومئذ لن ينفعك النّدم و لن يردّ لك المال ما فرّطت فيه"
نظرت صاحبتنا في عيني صديقتها أخذت نفسا عميقا من سيجارتها الوليدة فتناولت مطفأة كتمت أنفاس النّار فيها و لفظت ما في صدرها مستسلمة ثمّ استدركت
"حسنا لن أشرب القهوة"
ما ان وضعت الفتيات القوائم جانبا حتّى برز النّادل المهذّب من العدم
"ماذا تطلب الآنسات؟"
"شاي بحبّات البندق" أجابت المدخّنة
"عصير فراولا" قالت طالبة الطبّ
"و أنا علبة صودا" طلبت صديقتهما مبتسمة
يتبع
---
Footnote:
The image posted herein is copyrighted to its respective owners.
---
Footnote:
The image posted herein is copyrighted to its respective owners.
8 comments:
Niice, I can't wait to read more :D
ça fait plaisir de voir les jeunes, toi en l'occurrence, écrire en arabe ..
Et plus on écrit, plus on s'améliore, bonne continuation :)
شكرا على القراءة و التعليق ^^
كيما قلت بالممارسة الواحد يستصين
أما هرمنا راه ماعادش شباب =D
By the way, try to check out all the articles under this one's tag.. There's more to read! Perhaps, you'll find it oddly interesting =p
salam Tatachi !
joli texte, en plus je me sens un peu concernée :p
waiting for the next episode :p inchAllah :)
و عليكم السلام ليلي
Concernée tu dis?!
Je me sens un peu curieux =p
Waiting for my muse =D
شكرا على القراءة و التعليق ^^
انا احببت كثيرا تلك اللقطة التى تم سردها فقد جزبتنى بشدة لاكملها للنهاية , عندك جازبية فى الكتابة و وصفك رائع . انا منتظرة المزيد لقرائته .
شكرا على الإطراء ^^
سيكون هناك المزيد ان شاء الله
Here is one extra fan of your work dear !!
Somehow it is hilarious but highly sardonic (speaking of the characters ) !!
احقاقا للحقّ الشخصيّات خدمتهم على الطّاير من غير تصميم أوّلي =p
شكرا جزيلا ^^
Post a Comment